الفوضى
الفوضى. ما هي؟
ظهرت كلمة "الشواش" Chaos في عام 700 ق.م., وكان الشاعر اليوناني هسيود اول من اطلقها في قوله: "في البدء كان الشواش لا شيء سوى الخلاء والهيولى والفراغ غير المحدود". ويعرّف الشواش في المعاجم اللغويه على انه الاضطراب او الاهتياج. اما المراجع العلميه فتعرّف الشواش على انه مرادف للعشوائيهRandomness غير المرغوبه.
الانسان بطبيعته يفضل النظام. لماذا؟ خوف الانسان من اللا معروف.
عند النظام نستطيع معرفة ما الذي سيحدث كنتيجه لاعمالنا, ونعلم ان بعد يوم الاثنين يأتي يوم الثلاثاء. عند الفوضى كل هذا يضيع. مثال على تفضيلنا نراه في اساطير خلق العالم : اليونانيه, البابليه, المسيحيه, اليهوديه والخ. كلها تعتمد على ان في البدايه سادت الفوضى ومنها خُلق شيء ما الذي وضع النظام.
ولكن الفوضى تعود وتظهر في حياتنا, كما اشار اليها ماكسويل, اينشتاين وعلماء اخرين في تجارب وابحاث قاموا باجرائها, هكذا عادت الفوضى الى حياتنا.
"علم الفوضى" هواسم يناقد نفسه, اذا حوّلنا الفوضى لعلم فغيرنا معناها, الآن نعلم شيئاَ ما عنها وحتى نقيدها بمسائل رياضيه.
فما هو المقصود بعلم الفوضى؟
كما ذُكر اعلاه, الفوضى او الشواش هو كل وضع لا نستطيع التنبؤ به, مثل كرات البلياردو التي لا نستطيع التنبؤ الدقيق باتجاهها عندما تصطدم ثلاث منها.
لذلك نستطيع القول انه لم يكن علم الفوضى قانوناً، كما هو الحال في علوم الديناميكيه الحراريه او الفيزياء الكموميه, لكنها مكنت الباحثين من تحليل الافعال والانظمه المتداخله.
توجد امثلة كثيره لدراسات الفوضى مثلاَ :
كانت المجموعة الشمسية تُعَدُّ مثالاً للانتظام في الكون. فقوانين نيوتن تسمح مبدئياً بتحديد ماضي المجموعة الشمسية كلَّه، بل ومستقبلها ابتداء من معرفة الحاضر. وكان بوانكاريه أول من شكَّك بهذا الطرح اللابلاسي، مثبتاً تعقيد حلول معادلات الميكانيكا السماوية، ومبيِّناً حدود بعض المناهج التي يستخدمها علماء الفلك لحساب المسارات الكوكبية. ويبدو اليوم أن عدداً كبيراً من أجسام المجموعة الشمسية، بما فيها الكواكب والمذنبات والكويكبات، لها حركات فوضوية. ويعطي ذلك لعلماء الفلك إطاراً جديداً لفهم توزع الكويكبات والمذنبات المرصود، ويحدِّد من جهة أخرى إمكانية التنبؤ بمستقبل النظام الشمسي بفترة محددة. بل إن مسارات الكواكب البعيدة في هذا النظام تخضع لمناطق فوضوية تمر عبرها.
فهذا هو علم الفوضى, علم يمثل "انتصار" الفوضى على حكم النظام الدكتاتوري الذي ساد في حياتنا لفتره طويله, انتصار يثبت لنا القول " كلما تعمقنا بموضوع ما اكتشفنا اننا نعرف عنه القليل" .
علينا ألا ننسى أبداً أن النظام مفهوم نسبي، كما أن الفوضى هي مفهوم نسبي أيضاً. فكلاهما يُبرِز وجهاً من وجهي الحقيقة الواحدة. وقد يكون اعترافنا بالوجه المقابل للنظام، أي الفوضى، إقراراً منا في النهاية بأن علمنا الحديث لم يستطع استيعاب الحقيقة كلها. فالحقيقة أوسع من أي منهج أو علم أو نظرية كما يبدو لنا. والمعرفة الحقَّة هي التي تستطيع سبر الحقيقة في الفوضى والنظام معاً. فنحن لا نستطيع تعريف النظام دون الفوضى، أو الفوضى دون النظام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق