الاثنين، 12 سبتمبر 2011

هذا ما حدث بموضوع السفارة

بالعقل والمنطق /


بخصوص ما وقع من أحداث الأمس امام مايسمى( بالسفارة الاسرائيلية)/


لا بد واننا جميعا نتفق كمصريين على ان ما وقع امر غيرمقبول ومرفوض تماما,وذلك لأن الاعتداء على سفارة اى دولة (حتى لو كنا وسنظل لا نعترف بوجودها الا ككيان بغيض مغتصب وسرطان زرعته بريطانيا فى قلب المنطقة العربية منذ عشرات السنين ولا بد من استئصاله مهما كان الثمن) ولكننا ضد هذا الاعتداء لانه يشوه صورة مصرنا الحبيبة امام الرأى العالمى الذى ابهرته ثورتنا وكذا امام المجتمع الدولى , ويظهر ادارتها بغير القادرة على ادارة شئون البلاد و او منع انتشار الفوضى كما يضعها فى موقف حرج لمخالفة ماحدث لكل الاعراف والقوانين الدولية كما يعطى للكيان الصهيونى الفرصة للتذرع بعدم وجود امن بمصر وعدم قدرة الادارة المصرية على الوفاء بالتزاماتها امام المجتمع الدولى , كما يجعله من التزاماته تجاه الادارة المصرية بسبب حادث الحدود الاليم , ورغم هذا فاننا لا بد ان نؤكد على الاتى:-


اولا/ أن ما وقع من احداث لا علاقة له من قريب او بعيد"بجمعة تصحيح المسار والثوار" , فلو ان المتظاهرين المشتركين فى فعاليات تلك الجمعة ارادوا احداث فوضى او بلبلة لكان الاولى بهم ان يقوموا بالاعتصام فى الميدان عند انتهاء المظاهرة اخر اليوم ,ولكن القوى السياسية المشاركة فى المظاهرة وعدت بالفعل بفض الميدان عند انتهاء فعاليات التظاهرة فى اخر اليوم وهو ما تم فعلا , ولم يعلن احد من تلك القوى عن نيته فى التوجه لاى مكان بعد انتهاء المظاهرة سواء كان وزارة الداخلية او مديرية الامن او مبنى السفارة الاسرائيلية , كما ان الثوار لم يكونوا ابدا من اليوم الاول للثورة المصرية وحتى الان مخربون او فوضويون ,بل حافظو على سلميتهم غالبية الوقت , ولم يخرجوا يوما للتظاهر فى الميدان من اجل مطالب فئوية او حزبية بل كانت ولا زالت دائما مطالب ثورية لتحقيق اهداف الثورة: مطالب عامة اعتقد انه لا يختلف عليها اثنان( حتى الذين لا يشاركوا فى المظاهرات او يؤيدوها) , وكان النهج السلمى دائما هو طريقهم وهو ما اكدوا عليه فى(جمعة تصحيح المسار) , كما انهم لوارادوا التوجه للسفارة الاسرائيلية, لما فضوا من البداية الاعتصام الذى كان مقاما امام السفارة لاكثر من اسبوع بعد احداث قتلى شهداء الحدود ولكان الاولى بهم الاستمرار فى هذا الاعتصام الذى اعلنوا فضه لاعطاء الفرصة للادارة المصرية والحكومة بأتخاذ رد الفعل المناسب مع الكيان الصهيونى القاتل المسمى (اسرائيل) ولو ارادوا التوجه فعلا نحو مبنى السفارة بالامس لاعلنوها قبل يوم الجمعة بيو م واحد او حتى اثناء فعاليات التظاهرة بالميدان , كما اعلنوا قبل يوم 23 يوليوانهم سيتوجهون يوم 23 يوليو نحو مقر وزارة الدفاع بميدان العباسية لاعلام المجلس العسكرى بمطالبهم الثورية,وكان ما كان وحدث ما حدث.




ثانيا/ لقد قمع الشعب المصرى لمدة وصلت الى ستين عاما تقريبا وخاصة خلال الثلاثين سنة الاخيرة (فترة حكم المخلوع مبارك), وبعد الثورة وحصول الشعب المصرى على حريته انفجر ذلك البركان الكامن فى كل مكان من مصنع الى مدرسة الى شركة الى مؤسسة ,كل مكان يعانى فيه المصريون منذ عشرا ت السنين انفجروا فيه معبرين عن غضبهم و رفضهم للظلم والغبن والذل والهوان الذى عانوه لفترة طويلة وذاقوا مرارته , وان كنا لا بد ان نعترف ا ن هذا الشعب الذى حصل على حريته حديثا , لم يستطع بعضا منه او حتى الكثيرين ان يميز بين الحرية والفوضى او ان يعرف انه حتى الحرية لها حدود , حتى الامريكان انفسهم يعتقدون بان الشعوب العربية التى قمعها حكام طغاة لعشرات السنين كان لها ان تنفجر بعد ان حصلت على حريتها معربة عن رفضها للظلم فى كل مكان وان كنا نختلف فى طريقة التعبير هذه مع الكثيرين., والخلاصة كان ينبغى على الادارة المصرية ان تعرف الفرق وتدرك جيدا الفرق بين الشعب المصرى امس واليوم وان هذا الشعب لن يقبل ابدا بان تقتل اسرئيل ابناؤه على الحدود ويقف صامتا وربما لو ادركت الادارة المصرية هذا الفرق لا تخذت لحظة وقوع حادث الحدود من القرارات ما هدى من روع الشعب المصرى وطمأنه على ان دماء ابناءه على الحدود لن تذهب سدى.




ثالثا/ ان مافجر احداث الامس وبكل تأكيد هو ما فعله الكيان الصهيونى الجرم من قتل ابناءنا على الحدود فى محاولة فسرها كثير من المحللين السياسيين على انها بالون اختبار للتعرف على مصر بعدالثورة بعد رحيل صديقهم المخلوع مبارك , واذا كان اقتحام مبنى السفارة هو بكل تأكيد خرق واضح وشديد للقانون الدولى فلا بد ان نعلم ايضا ان اسرائيل عندما اخترقت حدودنا ودخل جنوها المجرمون حدودنا المصرية وقتلوا بناءنا قد اخترقت القانون الدولى ايضا بل واعتدت على سيادة الدولة المصرية .




رابعا / لاشك ان رد فعل الادارة المصرية كاملة على احداث الحدود وما ظهر من ارتباك تلك الادارة باخراج بيانا يوصى بسحب السفير, ثم التراجع عنه لانه مسودة البيان , لا شك ان هذة التصرفات وعدم ادراك القائمين على الامر فى البلاد لطبيعة الشعب المصرى الجديدة بعد الثورة وانه شعب استعاد كرامته كاملة , لاشك ان هذ الاداء الضعيف والمرتبك الذى لم يتناسب مع حجم المصاب, قد اثار غضب الكثيرين وكان الاولى اتخاذ قرارا ت اكثر حزما , وانا هنا لا اطالب بالحرب ولكن كانت بعض الاجراءات الدبلوماسية ستوفى بالغرض وستهدىء من روع الناس , وخاصة وان وجود هذا المبنى المسمى بالسفارة قد فرض على الشعب المصرى فرضا فى يوم من الايام ولم يستشره احد فيه .




خامسا/ زاد اداء الادارة الحاكمة سوءا هو قيامها وبشكل مباشر وبعد حادث الحدود بأسابيع ببناء الجدار العازل وهو ما استفز مشاعر الكثرين , ولا شك اننا جميعا كشعب مصرى ندرك ان كل طفل مصرى بل وكل طفل عربى يولد من بطن امه متغذيا بكراهتيته للاسرائيل التى لم تفعل شيئا يوما يجعلنا نتعاطف معها او نحبها.




سادسا/ وقد ترتب على عدم ادراك الحكومة لحقيقة شعبها الجديدة , انها وقعت فى خطأ فادح , اذ كان الاولى للحكومة وقبل يوم او ايام من (جمعة تصحيح المسار) ان تقوم بارسال تعزيزات امنيه كاملة حول مبنى تلك السفارة تحسبا لما يمكن ان يحدث خلال تظاهرة ( جمعة تصحيح المسار) خاصة وقد انتشرت بعض الدعوات قبل يوم الجمعة من الفلول والمندسين بين الثوار للتخريب وكان الاولى بالحكومة المصرية ان تنتبه لهذا مبكرا وان ترسل التعزيزات لمنع وقوع الحادث من الاساس (بدلا من ارسال الامن المركزى لحماية صينية الميدان) لا ان ترسل القوات بعد حدوث الاقتحام بالفعل, وهو ما فعلته الحكومة خلال جمعة 15 مايو والتى انتشرت قبلها الدعوات لمهاجمة السفارة الاسرائيلية يوم وانزال العلم الصهيونى, ساعتها انتبهت الحكومة لخطورة الموقف , وارسلت التعزيزات العسكرية وحدث الاشتباك مع المتظاهرين وتم استخدام قوة مفرطة من جانب قوات الأمن ,ولكن فى جميع الاحوال تم منع المتظاهرين من الوصول للمبنى وانزال علم الدولة العبرية.



سابعا/ رد الكيان الصهيونى متمثل فى رئيس وزراءها السفاح ووزير دفاعه ومسئولى الخارجية على مطالب الادارة المصرية بعد حادث الحدود, كان مستفزا للغاية , حينما صرحوا بوضوح انهم لن يعتذروا واكتفوا بالتعبير عن الاسف ورغم ان هذا الاعتذار هو احد مطالب الادارة المصرية ,هذا فى الوقت الذى قامت فيه حكومتنا ببناء جدار لحماية مبنى السفارة وفى الوقت اللذى تتصاعد فيه الازمة بين تركيا واسرائيل ومتابعة الكثيرين لردود افعال تركيا تجاه الصلف الاسرائيلى ومقارنته بردود افعال الحكومة المصرية والادارة المصرية المرتبكة والضعيفة تجاه تلك الاحداث عامة.




ثامنا/ لا شك ان الامر مدبر سواء من اياد داخلية متمثلة فى فلول النظام وازلامه , ذلك النظام الذى الذى حكم مصر لمدة ثلاثين عاما ولازال له نفوذ فى كل مكان . ورغم ان غالبية رموزه داخل السجون فلا زالوا يملكون المال اللازم للتمويل (وهى اموالنا التى نهبوها )ولازال لهم رجال فى كل مكان وعلى رأسهم البلطجية الذين رباهم النظام والحزب الوطنى واستعان بهم فى الانتخابات وغيرها لسنوات طوال , والذين انقطعت عنهم لقمة عيشهم الوحيدة بسقوط النظام (ولا زالوا مطلقى الصراح يفعلون الافاعيل بالشعب المصرى ولا ندرى من المسئول عن ذلك), وليس من ادل على ذلك مما وقع من احتكاكات فى ميدان التحرير عقب خلع مبارك بشهور والاحتكاك الذى وقع بين المتظاهرين فى التحرير والجيش لأول مرة ,وتبين وفقا لبيان المجلس العسكرى تورط فلول النظام والحزب الوطنى المنحل فيه وعلى رأسهم ابراهيم كامل مهندس موقعة الجمل , وتكرر هذا ايضا فى احداث الفتنة الطائفية فى قرية اطفيح وكنيسة امبابة وغيرها من الالأحداث .وكذلك من المؤكد ان ما حدث كان لتعطيل محاكمة المخلوع , (وقد علمت ان المشير قد اعتذر اليوم عن الحضور للشهادة امام هيئة محاكمة المخلوع غدا لمتابعة الحالة الامنية للبلاد ) ,و ايضا وباعتراف مصدر امنى بوزراة الداخلية ان هناك اياد خارجية تورطت فى تلك الاحداث سواء عند السفارة او مبنى الوزارة او مديرية الامن , تلك الايادى التى لا تريد للثورة المصرية ان تنجح او تحقق الحرية والديمقراطية المنشودة و خوفا مما يمكن ان يحدث فى بلدانها من تغيرات وانتقاما من الثورة المصرية التى اسقطت اكبر رئيس عميل للولايات المتحدة واسرائيل فى الفترة الاخيرة. ولاننس ان المخلوع مبارك كان يعتمد فى مد فترة حكمه وحتى اخر يوم قبل خلعه وكذلك فى فكرة توريثه ابنه الفاشل على فكرة انه (اما مبارك اوالفوضى ’ اما مبارك او الحرب مع اسرائيل واما مبارك او ولاية الفقيه وايران ), وكلها اقوال عارية من الصحة فحتى لو قطعت علاقتنا بالكيان العبرى فلا يعنى هذا الحرب فكم من دول تكره بعضها كراهية التحريم ومع ذلك لم تقم الحروب بينها ومنها مثلا فنزويلا وكوبا وايران وكوريا الشمالية من جهة والولايات المتحدة الامريكية من جهة اخرى , وايضا اسرائيل وايران , والهند وباكستان وغيرها , اما فكرة الفوضى فلا شك اننا فى مرحلة انتقالية واذ عدنا الى تاريخنا منذ عهد الفراعنة سنجد انه دائما لم تتميز اى مرحلة انتقالية فى تاريخ مصر او حتى تاريخ اى دولة بالاستقرار بل ان الاوضاع غالبا ما تسير فى منحنى يشبه رسم القلب (وهو ما يجعلها سمى مرحلة انتقالية او عصر انتقالى او عصر اضمحلال ينتهى معه عهد ليبدأ عهد جديد),. ولو تابعنا الاحداث فى تونس خلال الفترة الاخيرة لوجدنا انه حدث اعتداء على قوات الامن ومبانيها واشنباكات بينها وبين النااس , كما وقعت مواجهات بين العديد من القبائل , اوما ولاية الفقيه او تحولنا لايران اخرى فمؤكد ان هذا مستحيل لان الثورة المصرية تختلف عن الثورة الايرانية , فالثورة المصرية التى قامت كانت ثورة الشعب المصرى بكل طوائفه واشكاله وليس المحسوبين على الاسلام السياسى فقط (والذين لم يشاركوا اصلا فى الثورة بشكل رسمى اللهم الا جماعة الاخوان المسلمين),بل ان الشعب المصرى من الذكاء الذى يجعله لن يسمح بوقوع ذلك ابدا . كما ان تلك الفلول لم تستطع ان تحقق ما تصبوا اليه اثناء تظاهرة (تصحيح المسار )نهارا وهو ما جعلها تتجه ليلا للتخريب والبلطجة والاعتداء على مبانى وزارة الداخلية والسفارة الاسرائيلية , وهذا رغم انه لم تعلن احدى القوى فى نهاية اليوم عن نيتها فى الخروج من الميدان للتوجه لأى مكان بل على العكس اعلنت كلها عدم مشاركتها ومسئوليتها فى تلك الاحداث , وما يثير التساؤل ان من قاموا بتلك الاحداث قاموا بالقاء الحجارة والاشتباك مع قوات الامن التى تحول دون عودتهم لمبنى السفارة حتى وقت مبكر من صباح اليوم ودون اهداف او هتافات واضحة وهو ما يختلف عن طبيعة ثوار ومتظاهرى التحرير الذين غالبا ما يكون الهتاف بمطالبهم هو احد سماتهم المعروفة وربما سلاحهم الوحيد.




تاسعا/ أذكر بانه قد استشهد فجر اليوم احد المجندين الذين كانوا مصابين فى احداث الحدودو واسمه (عماد عبد الملاك )والذى كان محتجزا فى المستشفى العسكرى بكوبرى القبه للعلاج , وهو ما يعنى اننا لا زلنا ندفع فاتورة الاجرام الصهيونى وخرق القانون الدولى والاعتداء على الحدود المصرية باعتراف تقرلر قوات الطوارىء الدولية او القوات متعددة الجنسيات المتواجدة بسيناء ,والتى ادان تقريرها اسرائيل لاعتداءها على السيادة المصرية وخرق الحدود (وهذا رغم ان قيادة تلك القوات هى امريكية خا لصة وان اكثر من ثلثها من الامريكيين انفسهم)



عاشرا/ ان الشعب المصرى وبعيدا عن الدبلوماسية والسياسة وما لها من حسابات قد نجح وعن جدارة فى اثارة الرعب داخل الكيان العبرى وطرد السفير الاسرائيلى لاول مرة منذ ثلاثين عاما ومنذ توقيع مايسمى معاهدة السلام(وهو القرار الذى عجزت حكومته عن اتخاذه) , الحد الذى وصل بجريدة يديعوت احرونوت العبرية ان تبدى اسفها على احداث الامس قائلة
إذا كان سور برلين صمد 28 عامًا، فإن السور الذي أقامته إسرائيل أمام سفارتها انهار بعد أسبوع واحد بأيدي المصريين"



اتمنى ان يعود الامن لمصرنا الحبيبة وان تكون هناك ارادة قوية من القائمين على الامور لعودته فعلا بعد ان طالت فترة غيابه بشكل يثير الشك والريبة ,وان يدرك من لم يدرك بعد من شعبنا العظيم الفرق بين الحرية والفوضى وانه حتى للحرية هناك سقف وحدود يجب ان يضعه كل واحد منا لنفسه حتى لانسمع من يقول ان الثورة قد جلبت لنا الفوضى فى حين ان الثورة بريئة تماما من هذا الاتهام الظالم, فالثورة لم تجلب لنا سوى الحرية , ولكن المشكلة فى الكثيرين استغلوها بصورة خاطئة , وان كان لبعضهم العذر فنظام المخلوع مبارك لم يكتف فقط بافقار الانسان المصرى وامراضه واضعافه وامتهان كرامته بل عكف على افساد سلوكه واخلاقياته بشكل ممنهج من خلال نشر الفساد والمحسوبية والانامالية والانانية والذاتية و وقتل انلزعة الوطنية , وكلها سلوكيات تأصلت فى داخل الكثيرين واعتقد انه حان الوقت لان نقف وقفة صريحة مع انفسنا وان نغيرها

قال تعالى:" ان الله لا يغير ما بانفسهم واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ومالهم من دونه من وال"

صدق الله العظيم

و تسقط تسقط اسرائيل وعاشت (مصر حرة) ابية عظيمة مستقلة مرفوعة الرأس امام العالم اجمع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق